التضحية من أجل الصداقة ..
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحبه لنفسه )
الصداقة .. إنها علاقة وثيقة بين شخصين أو أكثر .. علاقة متبادلة .. هي قيمة أخلاقية، ودينية عظيمة، وهي في غاية الأهمية، لأن الله سبحانه وتعالى خلق الإنسان كائن اجتماعي، لا يستطيع العيش بمفرده، فهو بحاجة للتفاعل والانسجام مع غيرة، بحاجة إلى دفء الصداقة وحنانها، بحاجة لحبها وعطفها، يحتاج الإنسان إلى شخصٍ يمده بالقوة والشجاعة؛ كي يكمل مسيرة حياته .
فهل سمعتم يوماً أن هناك رئيساً تسلق سلالم المجد دون أعوان؟!
لذا على كلٍ منا أن يجد صديقة. وليس أي صديق، فعندما تختار صديقاً كأنك تحدد مصيرك، لأن الآخرين دوماً يرونك في صديقك فالصديق مرآتك .. كما قال الرسول غليه الصلاة والسلام:
المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل
والصديق ليس لعبةً في يدك! تختاره اليوم وتتركه غداً! لذا علينا أن نحسن اختيار الصديق.
على الصديق مساعدة صديقة والوقوف بجانبه وقت الشدة فالصديق وقت الضيق، وعلى الصديق أن يسأل عن صديقة إن غاب، ويدعوا له في غيابه، ويعادوه في مرضه، وأن يقضي حوائجه، و يشاركه في أحزانه قبل أفراحه، وأن يقبل اعتذار صديقة وينسى زلاته وهفواته، ويختلق له الأعذار إن أخطأ، وأن يتحلى بالصبر ومكارم الأخلاق.
الصديق هو من يأتيك دائماً عندما يتخلى عنك الجميع .. الصديق هو من يواسك .. الصديق وقت الضيق .. للشدائد تدخر الإخوان ..
من هو الصديق؟!
أليس هو الشخص الذي تشعر بالراحة والأمان معه؟ أليس هو الشخص الذي تطلعه على جميع أسرارك بارتياح وثقة؟ أليس هو الشخص الذي يشعر بك ويظل بجانبك ويساندك ويواسيك؟!
إن كان كذلك .. مستعد للتضحية من أجلك، من أجل سعادتك وراحتك ..
فهل أنت مستعدٌ للتضحية من أجل صديق؟
هذه قصة عن التضحية من أجل الصداقة والصديق ..
قال الجنديّ لرئيسه :
“صديقي لم يعد من ساحة المعركة سيدي, أطلب منكم السماح لي بالذهاب والبحث عنه.".
قال الرئيس :
”الإذن مرفوض"!!,
“لا أريدك أن تخاطر بحياتك من أجل رجل من المحتمل أنّه قد مات".
ذهب الجندي, دون أن يعطي أهميّة لرفض رئيسه, وبعد ساعة عاد وهو مصاب بجرحٍ مميت حاملاً جثة صديقه.
كان الرئيس معتزاً بنفسه فقال:
”لقد قلت لك أنّه قد مات! قل لي أكان يستحق منك كل هذه المخاطرة للعثور على جثّة!؟!”
أجاب الجنديّ محتضراً:
”بكل تأكيد سيدي!
عندما وجدته كان لا يزال حياً واستطاع أن يقول لي: كنت واثقاً بأنّك ستأتي!"
ضع نفسك مكان هذا الجندي .. وتخيل .. ماذا منت ستفعل؟!
أتستمع لكلام رئيسك وتترك صديقك ينتظرك دون أمل .. أم ستعصي أوامر رئيسك وتذهب للبحث عن صديقك؟!
الصداقة كنزٌ حقيقي .. كنزٌ لا يفني ..
دعني أسألك سؤالاً .. لا أعرف من هو صديقك لكن من المؤكد أن اخترته لسببٍ وجيه ..
لشيءٍ أعجبك بك .. أخلاقة، تصرفاته،.......
هل أنت حقاً مستعد للتضحية من أجله لو صادفك موقفٌ مثله؟!
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟