بسم الله الرحمن الرحيم
قصة وعبرة ...
كان يا ما كان في احد الأزمان ..
وفي احد البلدان العربية ..
عائلةً سعيدة تقية ..
انقلب حالهم من حال إلى حال ..
هنا قرر الأب الذي يعول ثلاثة من البنات وأربعة من الأولاد أن يسافر إلى البلدان الأخرى لعل وعسى أن يجد ما يساعده على توفير الطعام والملبس لعائلته
وقبل سفره أوصى زوجته وابنه الأكبر على أن ينتبها لأنفسهم وانه سيراسلهم وسيعود قريباً
وعندما سافر وجد ما كان يبحث عنه ورزقه الله وبارك في رزقه
فجهز رسالته الأولى وأرسلها إلى عائلته .
وصلت الرسالة إلى العائلة فأخذوها ولم يفتحوها بل وضعوها في صندوق لكي يتذكرون أباهم .
ثم بعد فترة تزوجة ابنته الكبرى وساء حالهم ولم يتفقا فطلقها زوجها وقد وضعت له ابناً .
ثم أرسل الأب رسالته الثانية ..
فوصلت إلى العائلة ولم يفتحوها أيضا بل وضعوها في الصندوق مع الرسالة السابقة .
ثم ذهب الابن ليشتغل عند احد التجار وبعد تعب شديد ومضى زمناً مديد
وعندما طلب الابن من التاجر بأن يوفيه بحقه وانه محتاج لذلك
فرفض التاجر وأنكر واستكبر ولم يعطه شياً.
عاد إلى البيت حزين كئيب وتشتت شمل العائلة فالأولاد ذهبوا للبحث عن عمل والبنات ذهبن لبيوت ناس آخرين لكي يقومن بخدمتهم بمقابل القليل من المال ..
هنا عاد الأب إلى البيت فتفا جاء بما حدث لعائلته !!
فقال لماذا كل هذا ..
فقالوا لقد ذهبت وتركتنا ولم ترسل لنا حتى مبلغاً يسيراً من المال ..
فقال ألم تصلكم الرسائل التي أرسلت لكم ..
قالوا بلى لقد وصلتنا ..
فقال الم تفتحون الرسالة الأولى ..
فقالوا لا لم نفتحها ..
فقال لقد أرسلت رسالتاً لأقول لكم بأن لا تزوجون ابنتي بذلك الشاب وأرسلت لكم أيضا مبلغاً من المال ..
والرسالة الثانية الم تفتحونها ..
قالوا لا لم نفتحها أيضا..
فقال لقد ذكرت لكم فيها بأن ابني لا يذهب ليشتغل عند ذلك التاجر وكذلك مبلغاً من المال ..
فقالوا إننا أحببنا رسائلك فلم نفتحها لكي نتذكرك عندما نشوفها
فقال لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
ثم اختلا بنفسه وكان يكرر ما حدث معه في مخيلته
ثم قال " رسائلي لم تقرءاها عائلتي فدمرت وتشتت "
فهذا يكون كالقرآن فيه ذكر حكيم وفيه رسائل إلى كل عبداً منيب
فأن هجروه الناس تشتت شملهم وكثرة المشاكل والحسد والإمراض
ومن قرءاه وتدبره لن يحدث له شيءً بإذن الله .
فنحن اليوم هجرنا القرآن فمن منا يختم قراءة القرآن شهرياً بل ول نقل قراءة جزءً واحداً كل أسبوع أو اقل جزاءً واحداً شهرياً ؟
فللأسف ستجد الإجابة لا نحن هجرناه وربما لا نقرا القرآن إلا في الصلاة فقط وربما سور محدده لا نتجاوز عنها ..
لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
الله جل جلاله اخبرنا بان في القرآن شفى من كل داء
ولكن انظر الان عند ما هجرناه تجد الإمراض منتشرة وبكثرة عافانا الله وإياكم من كل داء .
وأخيرا أوصيكم ونفسي أولاً بان لا نهجر القرآن
اللهم واجعل القرآن الكريم ربيع قلوبنا
واللهم واجعله لنا شفاءً من كل داء
واجعله اللهم شاهداً لنا لا علينا يا رب العالمين
اللهم وأعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك ولا تأخذنا أن نسينا أو أخطأنا . واللهم أصلي وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
وأتمنى إنكم أخذتم العبرة
" ودعواتكم لنا عن ظهر الغيب "
مع تحياتي وتقديري