أثار مشهد الإغتصاب الذى بثته قناة "ام بى سى" مساء الجمعة الماضى ردود افعال داخل وخارج السعودية وفتح الباب على مصراعيه لمناقشة قضايا من العنف ضد المرأة ووضع المرأة فى المجتمع السعودي والتناول الدرامي لمشاكل هذا المجتمع.
وقالت صحيفة " توركيش ويكلى" التركية نقلاً عن موقع " عرب نيوز" السعودى " ان بث تليفزيون "ام بى سى" لمشهد الإغتصاب اثار نقد جماعات المحافظين فى المجتمع السعودى، وخلف الكثير من الجدل"
وكان المشهد جزء من حلقات تليفزيونية درامية ( الساكنات فى قلوبنا ) وشاهدها الآف حين عرضت مساء الجمعة، ويصف المشهد الذى الذى استمر ثلاث دقائق كيف قام رجلان بإختطاف شقيقتين بعد التعرف عليهما على الإنترنت، وأخذت الفتاتان خارج جدة حيث تم ضربهما وإغتصابهما. "
وأبرزت الصحيفة ما ذهب اليه الموقع من ان بث المشهد مؤشر على الجرأة التى بدأ الإعلام السعودى يكشف بها مشكلاته الإجتماعية ويطرحها فى إنتاجه المحلي.
وقال حسن عسيري المدير التنفيذى لشركة "الصدف للإنتاج الصوتي والمرئي" للموقع " لقد توقعنا أن يثير البرنامج مثل هذا الجدل، فالدراما السعودية تميل لتناول محرمات المجتمع بشكل ضمنى تلمح ولا تصرح"
ويضيف: هذا البرنامج يضع هذه المشاكل المسكوت عنها أمام أعين المشاهدين ليدركوا بأنفسهم أن هذا الكم من العنف غير مقبول، ويقول " " ان بعض نساء المملكة تعرضن لتجارب صادمة مماثلة فى فى الآونة الأخيرة، فنحن لا نلفق حكايات خيالية"
ان تكنولوجيا مثل الإنترنت والموبايل كشفت فضائح هزت المجتمع، وجاء مسلسل مثل "عقاب" ليناقش بجرأة مجموعة من القضايا مثل الإغتصاب والأيدز والعنف الزوجى كلها مشكلات تواجه المرأة السعودية، وبرر عسيرى إختياره للمرأة لتكون محور أعماله الدراميه بقوله " بعض الرجال مازال يعتقد أن المرأة المهذبة هى التى لا تغادر بيتها، فإن غادرته فهى تستحق أى خطر ربما تتعرض له"
أما عن هؤلاء الذين يلومونه بسبب مناقشته لمشاكل المجتمع السعودى فيقول " العنف ضد المرأة موجود فى كل مجتمع، فلماذا نخجل من الإعتراف به فى مجتمعنا ؟ "
ورغم ذلك تعرضت مثل هذه الأعمال لنقد شديد، فالناقد الدرامى ممدوح المهينى ورغم تشجيعه لهذه النوعية من الدراما يرى أن " الساكنات فى قلوبنا" خاطبت المشاهدين من زاوية واحد، أما " عقاب " فنقلت للمشاهد الرسالة الخطأ، حيث أعطت المشاهد الإنطباع أن المرأة لا يجب أن تستخدم الإنترنت حتى لا ينتهى الأمر بفضيحة.
وترى الصحفية وكاتبة الرأى السعودية عبير مشخص ان بث هذه الدراما على قناه خاصة ساعد على رفع نسبة المشاهدة، قالت مشخص لموقع " ميديا لاين" بعض الناس لن يسعده مشاهدة مثل هذه الدراما، فالمحافظون فى السعودية ليسوا سعداء بظهور المرأة على شاشة التليفزيون، فما بالكم بظهورها فى مشهد إغتصاب"
وقال موقع " ميديا لاين" ان خمسة وثلاثين رجل دين طاالبوا وزير الثقافة السعودى مؤخراًً بمنع ظهور المرأة فى وسائل الإعلام محذرين ضد ما اسموه إنتهاك الشريعة الإسلامية " .
وحذرت مشخص من التلقى الخاطئ لدراما " الساكنات فى قلوبنا" قالت مشخص " لقد بدأنا نتحدث عما يحدث فى مجتمعنا، نتحدث عما كنا نخفيه ونعتبره خاص لايجب مناقشته على الملأ، لكن تناول القضية لم يساعد على ذلك بل ربما جعل المور أسوأ" .
وكما اختلف النقاد إختلف جمهور المشاهدين كذلك فى استقباله " الساكنات فى قلوبنا" قالت مها سعد، أم لأربع فتيات فى سن المراهقة لموقع " عرب نيوز" " صراحة لم استطع النوم ليلة مشاهدة الحلقة كنت أتساءل عما يحدث لو انهن بناتى" وتأمل هذه الأم أن يكون هذا إنذاراًً للفتيات الساعيات لعلاقة قبل الزواج، وفى المقابل يرفض عبدالله الحمرانى أب أربعينى مثل هذه الدراما التى يرى أنها تشوه صورة المجتمع السعودى فالبرنامج يشاهد فى منطقة الشرق الأوسط يقول الحمرانى " بغض النظر عن حدوث مثل هذه الواقعة أو عدم وقعوعها، هناك قصص رائعه تظهر مجتمعنا الإسلامى، فهذه الحوادث لا تحدث كل يوم".
ويرى موقع " ميديا لاين" ان المرأة حققت الكثير فى مجال الإعلام فى السنوات الأخيرة، فأصبحت مراسلة ومعدة ومذيعة وحصلت على فرص تعليم أعلى فى مجال الإتصال بمباركة الحكومة السعودية، وهو ما لفت النظر الى الدور الذى تلعبه جهود جلال الملك عبدالله لتحسين وضع المرأة، وهو ما جعل ناشطات حقوق المرأة فى المملكة يشدن بدوره فى فتح مجالات عمل جديدة لها وتوسيع فرصتها فى الحصول على قدر أعلى من التعليم .